الجمعة، 15 مايو 2009

حوار طريق الزيت .."ايلاف"


حوار طريق الزيت .."ايلاف"

ناصر الصرامي: مبيعات كتب عايض القرني تبرعات


لنترك الناس تكتب كما تريد، تبدع بطريقتها، وتقراء ما تريد،

وتختار الوانها المفضلة


ايلاف- الرياض:
قال ناصر الصرامي الذي اصدر باكورة اعماله الروائيه قبل ايام ان الكتب الدينيه لاتمر برقيب ولاتجد من يسئل عن ماتحوي على عكس الكتب الاخرى. واضاف ان روايته طريق الزيت هي تتبع لمرحلة عاشتها بلاده وانه لم يبتغي من الاشارات الدينيه الشهره او جذب الانظار الى روايته لافتا الى عمله في قناة العربيه كمدير لادارة الاعلام يغنيه يوفر له الشهره والصيت.


-دعنا نبدا من رواية طريق الزيت لماذا منعت الروايه من دخول معرض الكتاب ومن بعد سمح ببيعها؟.


-لم تمنع الرواية، وانما تأخرت في الوصول، الرواية خرجت من المطبعة قبل ايام فقط من انطلاق المعرض، وكان الناشر حريصا على ان يكون اول طرح لها في معرض الرياض الدولي للكتاب، وبالفعل هذا ما حدث.لم تمنع الرواية، بل من المهم الاشادة بالسقف المتقدم والتسامح والانفتاح الايجابي الذي وصل له معرض الرياض، حتى اصبح علامة ثقافية مستحقة في السعودية، بل ان كثيرا من دور النشر التى شاركت، وجدت ان معرض الرياض سيكون اهم معرض للكتاب في العالم العربي، متى ما استمر في تطوره الملحوظ، بل ان المبيعات التى حصدتها دور النشر، تعتبر قياسية مقارنة بالمعارض الاقليمية، احد الناشرين يقول"ان حجم المبيعات التى حققوها تعادل كل مبيعات المعارض العربية التى شاركو فيها"،


ماذا يعني هذا؟،


يعني ان هناك سقف جديد للطرح الثقافي السعودي وهناك استجابة وتعطش ظاهر من المثقفين والقراء في السعودية، وهنا سوق عربية كبيرة للنشر، فالسعوديون لم يعودوا بحاجة للسفر او التوصية من اجل ان يصلهم المنتج الثقافي السعودي وغيره من الخارج، انه العودة الى طبيعة الامور، فقد اصبحت خياراتهم تتجاوز الكتب التقليدية والكلاسيكية المتاحة فقط لعقود امام القارىء المحلي، وهو ما كان قد ساهم في العزوف عن الثقافة والفكر محليا.


-هل هناك نافذون استعنت بهم سهلوا من اجراءات دخول الروايه التي تحوي ربما مايخالف لوائح المعرض؟


-ولا نافذين ولا حاجة...المعرض هو من اتاح عناوين مهمة وجدلية، وسجل ارتقاء مهم بالحركة الثقافية في البلاد، وهو امر يجب ان يحسب لوزراة الاعلام ووكالة الشؤون الثقافية ونأمل ان يستمر هذا الانفتاح الثقافي المثمر من اجل التعددية الثقافية والفكرية والوعي والتسامح ونشر ثقافة الحوار وقبول الاخر التى يتبناه الملك عبدالله بن عبدالعزيز.ومواجهة الفكر المتطرف الذي قاد الى الارهاب والعنف بالفكر كما يؤكد مسئول الامن في البلاد وزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز، بمعنى اننا امام واقع فكري محلي حديث وجاد.


-مالذي ارداده ناصر الصرامي من هذه الروايه؟


-"طريق الزيت" تجربة عشتها 24 شهرا او تزيد، كتبت بدايتها بالصدفة، واضفت خطوطا للرواية على مراحل مختلفة، كان مشروع كتابة، تدوين و خيال، كتابة مستمرة دون توقف، استفدت فيها من فترة "حرمان" من الكتابة الصحفية، لكنها فترة حرمان مفيدة ومثمرة اشكر كل من ساهم فيها!.طريق الزيت بدأ مع دراسة موثقة عن اكتشافات النفط في الجزيرة العربية، وتطورت باضافة حكايات اجتماعية، وتدوين لبعض الحكايات الشفهية، ثم مزج بفكرة الاسطورة الخيال لتكون رواية"طريق الزيت"، و اسم الرواية كان تحريفا جميلا.


-هناك من يرى ان هذه الروايه ماهي الامحاولة من الصرامي للعودة للاضواء الاعلاميه التي غادرها منذ زمن؟


-عملت في الاعلام منذ مرحلة الدراسة الثانوية، واعرف جيد ان الشهرة حالة طارئة بل وتفضح صاحبها ولها اوزارها ايضا، انا اعمل في اهم مؤسسة اعلامية عربية، مجموعة الام بي سي،، وتحديدا اعمل كمدير اعلام لقناة العربية الاخبارية، بمعني اني اعيش في الاضواء ومعها، كما اني اكتب زواية مستمرة في جريدة الجزيرة السعودية. ومشروع الرواية بالنسبة لى ليس للشهرة، ولكنه بشكل خالص اشباع لحاجة وتحدي شخصي بالدرجة الاولى والاخيرة، واعتقد اننى نجحت في انجازه واعتقد اننى في طور ادمانه.


- لاتوافق من يقول ان الاسقطات الدينيه التي ملئت الرواية ليست الا للبحث عن الشهره؟.


- الاسقاطات الدينية، هي جزء من التدوين الشفهي لتاريخ المكان، هل يجوز ان نقدم رواية فيها لمحات من التاريخ الاجتماعي دون اسقاطات دينية، الدين، شخوصه، ممثليه هم المؤثر الاول والاقوى في القرية ومسيرتها، لايمكن ان يتم السرد بدون الاشارة الى المؤثر الابرز.لايمكن ان نكتب عن رحلتنا مع مكان يسمى الوطن، وفي اطار زمني شهد تحولات مهمة وبالغة التعقيد دون ان نشرح ونشرح لاهم المؤثرات.


-في السنوات الاخيره اصبح روائيي السعوديه من كثرتهم كشعراء موريتانيا وفناني لبنان, ماهو سبب نزوح كتاب السعوديه للروايه؟.


-الرواية، الكتابة، النشر هي مجال ابداعي متاح في مجتمع لا تتوفر مساحات لممارسة وتعلم الفنون داخله، والكتابة هي المزاج الاقرب والمتاح والمباح، ثم اننا لو جمعنا ما كتبه السعوديون خلال عقد كامل فلن يتجاوز ما يصدر في مدينة صغيرة في امريكا او الصين او حتى الهند او اسبانيا خلا سنوات. لا توجد رواية او مقالة للجميع، لذا من المهم ان نعتاد توسيع الاختيارات، ونجعل روائيي السعودية اكثر من شعراء موريتانيا او فناني لبنان، اولنجعل عددهم يصل الى 10% من حصيلتنا المتوفرة من المفتين والدعاة ومدرسي الدين.ثم هل وجدت من يهاجم هذا الكم من شعراء الشعر الشعبي لدينا، طبعا لا، او قليل ونادر، لكن الرواية السعودية، الانتاج الثقافي المنفتح يخيف شريحة عريضة ومدارس قديمة، وبالتالي يحاولون تشويه وضع جديد لم يعتادوه، او لا يحبذو انفتاحه وانفتاحنا على هذا النحو وبعيدا عن الخصوصية السعودية المزعومة.


-بدات التاليف عام 2000 بكتاب تقني وعدت 2009 بكتاب روائي الايؤكد ذلك بان الروايه السعوديه اصبحت نوع من البرستيج البعيد عن المضمون؟.


- كتاب"الانترنت والمجتمع العالمي الجديد" لم يكن تقني بحت، كان يتحدث في تاثير التقنية على حياة الشعوب والاعمال برؤية كانت تقترب الى قراءة خيالات مستقبلية.اما البرستيج فهو في ارصدة البنوك والعقار والاسهم سابقا،، الرواية ومضمونها امر يجب ان نتركه للقاري الذي يرصد ويطالع النص.هو من يحاكم الرواية وشخوصها ولغتها.دعه يقراء ويحكم و لو بقسوة، لندع الناس تكتب، ولندع الناس تقراء وتقرر.


- هل تعتقد ان رواية"طريق الزيت" سيكون حال كاتبها كحال الروائيين السعوديين الجدد, حالة طارئة وفردية فتكون الاولى والاخيره؟.


- لا ابدا، على العكس هي مجرد بداية، الكتابة، كتابة الرواية وتكوينها ورسم خطوطها وشخوصها حالة ممتعة، اخشى اننى ادمنتها الان، وفعليا وحين كانت طريق الزيت في المطبعة بكتابة بدأت تدوين جديد لصفحات اولى لمشروع روائي قادم، بدأت لاستمر، واسأل الوقت العون.


- شوهد الداعية السعودي "عائض القرني" يسير في معرض الكتاب ويسخر من عدد مبيعات كتب الليبرالين، وعدد النسخ المطبوعة التى نفذت، فيما داعية اسلامي يبيع مئات الالاف، ولعله يشير الى كتابه الذي يشاع انه حقق مليون نسخة؟.


- انا كاتب سعودي ووطني، قد اتعلم الليبرالية، لكن طبعا اتفق مع عائض القرني، نحن جدد على الساحة و كتب كثيرة لم يسمح لها الا في العام الماضي، وبشكل اكبر العام الحالي، ثم انها متاحة مؤقتا خلال معرض الكتاب فقط في الغالب.كتب الدعاة كنت الوحيدة المرحب بها تسويقيا ودعائيا، و لها ارضية واسعة ودعم اكبر، والمساحة ظلت متاحة امامها، وامامها فقط لعقود، والمجتمع اسس على فكر وثقافة محدده او لنقل واحدة.ثم لا تنسى ان هناك متبرعين يشترون الاف الاف النسخ من كتب الدعاة ويوزعونها مجانا في المدارس والجامعات والمساجد وحتى صالونات الحلاقة كنوع من العمل الخيري، ويدخلها البعض في صدقاتهم.هل تعرف ان المطابع لدينا قد تتجاوز كل الانظمة وتطبع كتاب ديني الشكل والمظهر دون المرور بالقنوات الرسمية، وقد يوزع كذلك ايضا لانه عمل خيري، ولاننا في النهاية في مجتمع مسلم طيب، ولا يمكن لا حد ان يشك في نوايا الدعاة على اختلافهم والاعمال الخيرية الكلاسيكية لها رنين خاص.لذا فالمقارنة غير متوفرة، وابتسامة القرني هي ابتسامة استعراض قوة لتيار اسس له من عقود.- طالبت من يقراء الرواية ان لا يتوقف كثير بين الصفحات، وان يقلب الرواية ويقراءها بنوع من العبثية دون نظام؟


-فكرة كتابة الرواية، وفكرة التغير تعني ان نتجاوز بعض القيود التى قد تؤثر على مزاجيتنا، انا اصر على القاريء ان يختار طريقته في القراءة والمطالعة، يثق بعقله وقدرة ادراكه لربط الاحداث او الشخصيات، احرضه على تجاوز كل نمط تقليدي بليد يحجزه في اطار زمان او مكان او نظام، القارىء يجب ان يثور ليحدد بنفسه علاقته مع الكتاب، مع الرواية، بالنسبة لطريق الزيت، فهي تحوى اكثر من خط روائي لكنها تجتمع لتشكل الرواية والقصة، لذا اتمنى ان يتخلص الناس من عادات القراءة القديمة والتقليدية في تقليب الصفحات. وبالنسبة لى اعتقد ان أول وأهم قاعدة لقراءة الحكاية، لا قواعد تقليدية، أو بدقة أكثر لا قواعد.


-هل هذا جزء من عبثية الرواية، تفككها؟ام تقنية كتابة جديدة..؟


في الكتاب، في الرواية شىء اخر غير منهج الدارسين والباحثين، في صفحة قد تجد فكرتك، في مقطع قد تجد ذاتك، في فصل قد ترى ما حولك بنفس الطريقة التى فكرت بها، علاقة القاري مع الرواية مع الكتاب يحددها هو، وكل ما كانت علاقة مرنة كل ما اصبحت اقوى واقرب. اعتقد اننا مللنا من تقاليدنا واعرافنا القديمة في المطالعة و حتى الكتابة، لنترك الناس تكتب كما تريد، تبدع بطريقتها، وتقراء ما تريد، وتختار الوانها المفضلة حتى وان كانت ثائرة على الموضة والطيف العام.دعهم يتعودو على الاختيار.

ليست هناك تعليقات: